الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

تقليص
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. حسين علي محمد
    كاتب مسجل
    • Jun 2006
    • 1123

    #76
    رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

    ( 78 ) خمس صفحات من كراسة المجنون


    (1)
    *آخُذُكِ إلى شجَرِ الظِّلِّ ، وأُبعدُكِ عن القيْظِ ، وأخرجُ من دائرةِ الحُزنِ ، وأشدو في الطرقاتِ المُكتظَّةِ بالشعرِ العاصفِ :
    لمْ أولدْ في اليوْمِ الخامسِ منْ مايو ، بلْ في اليوْمِ الخامسِ والعشرينْ
    *انبثقتْ قصَّتُنا حينَ دخلْنا ـ ثانيةً ـ مُدُنَ الحلمِ معاً ، أفتحُ أبوابَ الدّهشةِ ، أدخلُ وأقولُ القصَّةَ للعالَمِ ، قلبي سكرانُ وأنتِ تقولينْ :
    *"هذي المدُنُ السمراءُ تُحبُّكَ ، تفتحُ أُذنيْها كيْ تسمعَكَ .." وما زِلْتِ تُغنَّينْ
    *أفرحُ بعطائكِ إذْ تقتَحِمُ الأصواتُ الأسوارَ ، وأنتِ مع الصُّبحِ تهلِّينْ
    *لا أعبأُ بالجمْعِ الحاشِدِ إذْ يَتَشرْنَقُ حوْلي ، لا أعْبأُ بعيونِ القَتَلةِ إذْ تقْتَحِمُ الجَسَدَ المثخنَ بجراحِ الفقْدِ العاتي .. مادمْتِ تعودينْ:
    أعُدُّ الليـــالي ليْلةً بعْـدَ ليْلةٍ
    وقدْ عشْتُ دهْراً لا أعُـدُّ اللياليا
    أراني إذا صلَّيْتُ يَمَّـمْتُ نحْوَها
    بوجْـهي وإنْ كانَ المُصلَّى ورائيا
    وما بيَ إشْراكٌ ، ولكنَّ حُبَّهــا
    كعُودِ الشَّجا أعْيا الطبيبَ المُداوِيا
    أُحبُّ من الأسماءِ ما وافقَ اسمَها
    وأشبهَ ، أوْ ما كـانَ منهُ مُدانِيـا
    هيَ السِّحْرُ إلاّ أنَّ للسحْرِ رُقْيَةً
    وإنِّيَ لا ألْفى لهــا الدّهْرَ راقِيـا
    (2)
    *تسألُني عيْناكِ:
    عرفتُكَ تعشقُني مُذْ كنّا طفلِيْنِ نجوبُ العالمَ ، نكتشِفُ الأشياءَ فمنْ أقصاكِ سنيناً خمْسا ؟
    *يصدُقُني وجْهُكِ :
    كيْفَ أتيْتَ الآنَ جريحاً مطْعوناً ، تحملُ وجْها مُقْتَحماً بحِرابِ الرِّجسِ ، وصوتُكَ يحملُ أنداءَ بكارتِهِ الأولى : هلْ عُدْتَ إليَّ عواصفَ عِشْقٍ منْ زمنٍ ولّى كيْ تبْعثَ في القلْبِ الهامِدِ نبْضاً .. حِسَّا ؟
    يٍسْألُني صمتُكِ :
    غِبْتَ سنينا عنِّي .. غبتُ سنيناً عنكَ ، ومازالتْ جذوةُ عشقِكَ في القلبِ .. تُدمدِمُ وتفورُ ، فكيفَ امتلأتْ روحي حُزناً ، وأنا أمتلئُ بوجْدٍ يعصِفُ بالجسَدِ ، وحبُّكَ في صدْري أخْشى أنْ يُبصِرَهُ الجمْعُ الحاشِدُ :
    هلْ يعرفُ أصحابُكَ قصَّتَنا ؟
    هلْ فهِموا منْكَ حكايتَنــا ؟
    وأنا أذْوي ، ينْطفئُ رحيقي ، يخرُجُ منْها الصوتُ الحاني
    همساً
    همساً
    همسا :
    نهاري نهارُ النّاسِ حتى إذا بــدا
    ليَ الليْلُ هزَّتْني إليْكِ المضــاجعُ
    أُقضِّي نهاري بالحــديثِ وبالمُنى
    ويجمعُني والهَــمَّ بالليْلِ جامِــعُ

    لقدْ ثَبَتَتْ في القـــلْبِ منْكِ موَدَّةٌ
    كما ثبتَتْ في الرَّاحتيْنِ الأصـابـعُ
    (3)
    *أحببتُكِ ، لكنَّ الأسوارَ العاليةَ بوجْهي تمنعُني أنْ أصدقَكِ القوْلَ ، دعيني أنْطِقْها يوْما:
    *بسمِ اللهِ ،
    توكَّلْتُ ،
    وأقبلْتُ ،
    خذيني جسَداً ميْتاً ، صُبِّي نارَ الوصْلِ ، دعيني أتبرْعمْ في كفَّيْكِ وأستجْمِعْ أشتاتِ النفسَ ، وأُبْعِدُ عنْ عينيَّ عذاباً جمًّا
    *قولي إنَّ الحبَّ كبيرٌ في قلبيْنا ، لنْ نكتُمَهُ ، قولي إنّا في العِقْدِ الرابعِ منْ عُمْريْنا نولدُ ، أمْ يتركُني وجْهُكِ ألقى الموتَ غريباً ووحيداً ؟ يفجؤني عزريلُ الليْلةَ إذْ يمتدُّ الشَّجَنُ ، وينصُبُ قُدَّامي الشَّرَكَ ، فأُبصِرُ أرضي بوراً ، أبصِرُ هذا النَّبْعَ الطيِّبِ سُمَّا
    فأنتِ التي إنْ شئْتِ أشقيْتِ عيشَتي
    وإنْ شئتِ بعْد اللهِ أنعمْــتِ بالِيـا
    وأنتِ التي ما منْ صديقٍ ولا عِـدا
    يرى نضْوَ ما أبقيْتِ إلا رثى لِيـا
    (4)
    *وجْهُكِ يُحييني إذْ يُشرِقُ في دُنيايَ كبدْرٍ في الظُّلمةِ ، أشرعةُ الماءِ تجيءُ ، يفيضُ النهْرُ ، وحبُّكِ لا يهْرَمُ ، والذّاكرةُ الطِّفلةُ منقوشٌ فيها وجهُكِ منذُ العهْدِ الأوّلْ
    *أحمِلُ أعوامي شُهُباً فوْقَ جبيني ، قلبي عصفورٌ زقزقَ بيْنَ يديْكِ كثيراً ، في أعوامِ الهجرةِ لمْ يتبدّلْ
    وإنِّي لأخشى أنْ أمُـوتَ فُجـاءةً
    وفي النَّفْسِ حاجاتٌ إليْكِ كما هيا
    وإنِّي ليُنْسـيني لقاؤكِ كلّمـــا
    لقيتُكِ يوْماً أنْ أبُثَّكِ ما بِيــــا
    وقالوا بِهِ داءٌ عياءٌ أصابَـــهُ
    وقدْ علِمَتْ نفْسي مكـانَ دوائيا
    (5)
    *أرحلُ منْ أرضِ اللهِ إلى أرضِ اللهِ ، ومنْ قَدَرِ اللهِ إلى قَدَرِ اللهِ ، وأتركُ أرضَكِ وثمارَكِ ، أترُكُ أعنابَكِ ، أغتربُ وحيداً إلاّ منْ حُبِّكَ يا وجْهَ حبيبةِ قلبي ، يفجؤني القيْظُ فأذوي شيئاً شيّا
    *يتقاذفُني الشوْكُ ، وينبُتُ في صدْري شجرُ العوْسجِ ، لا أقدرُ أنْ أُعْطي بعضَ عطائكِ ، لا أملكُ غيْرَ القلبِ الطّيِّبِ ، أخلعُهُ منْ صدْري ، أتركُهُ بينَ يديْكِ ، وأخرجُ للأرضِ النائيةِ نباتاً صحْراويًّا !
    *أهرُبُ منْ كلِّ الأوجُهِ إذْ تتشرنقُ حوْلي ، تجْلدُني وتُطارِدُني : هذا المجنونُ الليلةَ يسقطُ مطعوناُ وقصِيَّا
    أظنُّ هواهـــا تاركي بمضَــلَّةٍ
    من الأرضِ ، لا مالٌ لديَّ ولا صحْبُ
    ولا أَحَــدٌ أُفْضي إليْهِ وَصِيَّتــي
    ولا صَـاحبٌ إلا المطيةُ والرَّحْــلُ

    ديرب نجم 3/6/1982

    تعليق

    • د. حسين علي محمد
      كاتب مسجل
      • Jun 2006
      • 1123

      #77
      رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

      ( 79 ) السراب

      أميطي اللِّثامَ عن البحْرِ
      هذا غناءُ السِّرابْ
      فلا الماءُ أطلبُهُ ألتقيهِ
      ولا يحتفي بي الشَّرابْ
      وتلكَ فصولي
      يُضمِّخُها الدَّمُ نهْراً
      ولا يرتجيها السَّحابْ

      صنعاء 14/6/1987م

      تعليق

      • د. حسين علي محمد
        كاتب مسجل
        • Jun 2006
        • 1123

        #78
        رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

        ( 80 ) افتتاحية للعشق

        شعر: حسين علي محمد
        ...........................

        صوتُكَ في أذنيَّ يُغمْغمُ كالبحْرِ نديا :
        "أحببتُكَ ، فلماذا تُقصيني عنْ بابِكْ ؟
        وعشقتُكَ ..
        فلماذا لا تذكرُني في زُمرةِ أحبابِكْ ؟
        ونقشتُكَ في ذاكرتي ..
        فلماذا لا تنقشُني في طيّاتِ ثيابِكْ ؟
        *
        الآنَ ، تجيءُ الدّهشةُ
        في عينيْكَ الموْجِ ، فأغرقُ في أُفْقِ اللحظةِ
        مُمتحِناً في نفسي صدْقَ اللهْجةِ
        هأنذا أُبصِرُ عُشبَ الرّغبةِ يتمدّدُ
        تغمرُني العتْمةُ
        إذْ يبزغُ قمرُ الحبِّ
        الأحجارُ الصلدةُ / أحزاني تبعُدُ
        أفتحُ ذاكرتي ،
        أُبصِرُ وجهَكِ يتألَّقُ ،
        يُقبِلُ
        وجهي مشروخٌ منذُ زمانٍ
        أتذكّرُ صمتَكِ
        نجلسُ بينَ نباتاتِ الغاباتِ الرّخوةِ
        نقرأُ ألوانَ الطَّيْفِ
        ونحكي عنْ لغةِ فصولِ الدهشة
        (قُدّامَ الوجْهِ العاشقِ نهرُ الجدْبِ)
        الشعرُ الفاحمُ فوقَ العُنُقِ كطوْقٍ ذهَبِيٍّ
        كمْ أتمنّى أنْ ألمسَهُ
        أتأبّى ،
        أتصَنَّعُ بعضَ الجَدِّ
        (وقوراً كانَ المظهرُ)
        تبتعدينَ ..
        فأين أغاريدُكِ يا خِصبةُ ؟
        (لا ، لمْ تعُدِ الشمسُ ردائي
        لا ، لمْ يأْتِ القمرُ)
        تغيبينَ ..
        ثماري مُلقاةٌ في الطُّرقاتِ
        (الخيبةُ للرحلةِ)
        أعوامي ظلّتْ تُروى بدماءِ القلبِ
        السفُنُ المُغبرّةُ ترجعُ
        والبحّارةُ يتمنُّونَ العودةَ
        والموّالُ الأخضرُ يتحشرجُ في القلْبِ
        يودُّ البحَّارةُ أنْ يرتفِعَ اللحْنُ
        التمثالُ المصنوعُ من القشِّ هوى
        نبْضاتُ القلبِ كرجْعِ الموتى
        الدُّنيا دائرةٌ ..
        نصفُ القطْرِ يضيقُ
        يجفُّ النهرُ ..
        فيصمتُ عاشِقُكِ الصَّبّْ !
        *
        هأنذا أنسى التجربةَ المرّةَ
        والطوفانْ
        المقبرةُ المُغلقةُ على الموْتى
        هلْ تُفتحُ ثانيةً
        تخرجُ منها الجثَّةُ
        تتنفَّسُ في اطْمئنانْ
        ومتى البدْءُ ؟
        فما أُبصِرُهُ قبْضُ الريحِ
        عقيمٌ
        تبتعدينَ
        فلا تُقبلُ إلا الخيبةُ والأحزانْ !

        ديرب نجم 28/5/1982

        تعليق

        • د. حسين علي محمد
          كاتب مسجل
          • Jun 2006
          • 1123

          #79
          رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

          ( 81 ) في العينينِ كلام

          أسألُ عنكِ فلا أجدُكِ
          وأظلُّ أسيرَ ظنونٍ
          أجلسُ فوقَ العشبِ
          (هنا جلستْ .. وانتظرتْني)
          ـ أحَضَرْتَ لتوِّكْ ؟
          نَظَرَتْ في الساعةِ .. همَسَتْ:
          ـ في العاشرةِ أتيْتَ
          وإني أنتظرُكَ منذ التاسعةِ صباحاً
          .. أفتحُ عينيَّ ، فأُبصرُ قامتَها الممشوقةَ قُدَّامي
          في العينينِ كلامُ
          شوْقٌ
          حزنٌ
          جرأةُ منْ لا تخشى أنْ تُفصِحَ
          أحرفُنا تتلكّأُ
          أختارُ الكلماتِ بجهدٍ
          وأُرتِّبُ أقوالي ..
          قلتُ: تعاليْ نخرجْ للعالمِ
          أنتِ النورُ
          الحبُّ
          الخصبُ
          وهذا العالمُ يحيا في الظلماءِ
          البغضاءِ
          العُقْمِ
          فضحكتْ
          "جُرحٌ يبحثُ عنْ جرّاحٍ"
          قامتْ ، قمتُ
          (انطلقتْ)
          "هلْ تأتي ثانيةً"
          أيوبُ" ينادي :
          "أني مسنيَ الشيطانُ بنصُبٍ وعذابِ"
          أخلعُ أرديةَ الصيفِ
          وهمومٌ فوقَ الصدرِ جبالٌ
          وغرامٌ تحتَ الجلدِ ، يُغمغمُ
          كالنارِ
          .. فأصفُرُ لحناً بفمي
          كيفَ حملْتُ عذابي في صدْري عشرَ سنينٍ
          أخشى البوْحَ
          وأكتبُ شعراً
          لا يُفصِحُ عمّا يُضمرُهُ القلبُ
          أعدتُ قراءة أشعاري
          فوجدْتُكِ ماثلةً في كلِّ سطوري
          *
          أصحبُكِ إلى الطرقِ المكتظَّةِ
          تخشيْنَ السيْرَ معي
          فمدينتُنا تعرفُنا
          للخلقِ عيونٌ تبصرُنا
          عيناكِ الحالمتانِ ، الثاقبتانِ ، العاشقتانِ حواليَّ
          حديثُكِ عذْبٌ
          أخرجُ منْ دائرةِ الصمتِ
          فصمتي طوَّقَني زمناً
          أبعدني عنْ بابِ مدينتِكِ الخضراءِ
          وهأنذا أرجعُ
          أصنعُ منْ حبي أشرعةً بيضاً
          تُبحرُ بي في لُجج الزمنِ
          وفي أيدينا الوردُ الأحمرُ يتوهّجُ
          في أيدينا القرآنُ
          وأشكو للهِ:
          "تعاليْتَ
          فكيفَ أكونُ بجنبِ المحبوبةِ
          ويضيقُ الصدْرُ ولا ينطلقُ لساني
          إنّا غيّبَنا الصَّمتُ
          فأُخرجنا من جناتٍ وعيونٍ
          وتُركنا في الساحاتِ المحتشدةِ
          نبحثُ عنْ بعضٍ منْ حبٍّ
          يدفعُ في القلبِ الميتِ بعْضَ النبضِ
          مشينا في الظلماءِ
          رأيتُ النارَ ،
          دهشتُ
          ـ انتظري ..
          آنسْتُ النارَ
          سآتيكِ الليلةَ بشهابٍ قَبَسٍ ..
          قالتْ : لا تتْركني في الظُّلمةِ وحْدي
          فأحطْتُكِ بذراعي
          نُوديتُ من الوادي الأيمنِ
          إنا سخّرنا معكَ الجبلَ يُسبِّحُ
          والطَّيْرَ
          شددْنا أَزْرَكَ، أعْطيناكَ الحكْمةَ
          أرفعُ رأْسي
          ـ كيفَ تأخّرَ وعدُكِ ؟
          كيف تلاشتْ في البيدِ خُطايْ ؟
          *
          .. ويُناديني الصوتُ:
          استغفِرْ ربَّكَ
          (أستغفرُ ربي
          ويدايَ على الصَّدْرِ)
          امنحني هذا الوجْهَ الطيِّبَ
          هبْ لي هذا القلبَ الأبيضَ
          هبني هذا الجسدَ الجنه
          ْ
          ديرب نجم 29/6/1982

          تعليق

          • د. حسين علي محمد
            كاتب مسجل
            • Jun 2006
            • 1123

            #80
            رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

            ( 82 ) البحث عن ظل

            (1)
            *ركدَتْ أمواهُ بحيراتِ الشوقِ، وأقبلَ حزنُ العمرِ على ظهرِ جوادِ الشَّهوةِ، بحثتْ أعينُنا عنْ أصحابِ الرحلةِ في طرقِ الليلِ، فقالوا: لن نرجعَ، فضحكنا .. هل يرحلُ عنا الليلُ، وهل تأتينا شمسُ صباحٍ ثانيةً، خرجت خطواتي من جدرانِ الليلِ، وكنتُ وحيداً كالشبحَ الهاربِ، كانت همساتي لا تذهبُ في الريحِ .. وقلبي مجروحٌ:
            ما من لفظٍ إلا والكاتب حِبِّي يقرؤُهُ في قِرطاسٍ مفتوحٍ .. ضاعتْ أيّامي الماضيةُ ومات غدي في الفَزَعِ المُقلِقِ، ما منْ لفظٍ يصدرُ عنِّي إلا و"السيِّدُ" يوصي الحفَظَةَ بالتسجيلْ.
            *كانَ صديقي في الأيامِ الخاليةَ الشوهاءِ، وكانَ يُداري ما يبدو منِّي منْ خطأٍ أو شيْنٍ .. مرّ العامُ وراءَ العامِ، وجاءَ صديقي مبتسماً، يشحذُ سكِّيناً يقتلُ فيَّ الهمسَ، ويبني مستقبلَهُ الأمجدَ فوقَ رُكامِ الجهلِ، وعارِ التخييلْ.
            (2)
            *الناسُ نيامٌ لا يجرؤُ أحَدٌ أنْ يرفَعَ عيناً يستطلِعُ وجهَ الشمسِ، وهذا الصقرُ الغائبُ عادَ يدُقُّ علينا بابَ البيتِ، ولكنْ .. من يفتحُ للطارقِ فيكمْ ؟ أنتم تستلقونَ على الظهرِ، وتلهونَ بقولِ الشعرِ، وهذا النبعُ الصَّافي في العينيْنِ يجِفْ
            *والبسمةُ فوقَ الشفتيْنِ تفيضُ .. وهذا الرملُ الحارقُ يُشعِلُ في الأضلاعِ النارَ فأُبصِرُ خطواتي تتعثَّرُ في طُرقِ اللهفةِ، والموتُ يُبعثرُ خطواتي في الطُرُقِ الفظَّةِ، والقلبُ الواجفُ في جَدَلٍ مع خطواتِ الصحبَ المفزوعينَ، وأعبُرُ هذا الفاصلَ، أٌبصِرُ في وجهي حدَّ السيفْ!
            (3)
            *هأنذا في طرقِ الوحدةِ .. يذبحُني سكِّينُ الخوفِ، ويُطفئُ فيَّ البَسَماتْ
            *هأنذا أبحثُ عنْ ظلِّي في أمسي الغابرِ، في اللحظاتِ المذعورةِ، في نبْضِ الآتْ!
            (4)
            *الظلُّ يُغنِّي رغماً عنِّي،
            يرفعُ وجهاً للسيْفِ،
            ويضربُ قَدَماً ثابتةً في الأرضِ،
            ويصدحُ:
            رأْسي مرفوعُ للريحْ !
            *الظلُّ يُثرثِرُ للشمسِ، يُغازلُها، هل تسمعُ منْ خَرَ جَ يَصيحْ ؟
            (5)
            *وأنا مذبوحُ الصَّوتْ
            *منْ يُنقِـذُني منْ هذي الطرقِ المفتوحـةِ
            في أعلى قمةِ جبلِ الموتْ ؟!

            ديرب نجم 15/5/1983

            تعليق

            • د. حسين علي محمد
              كاتب مسجل
              • Jun 2006
              • 1123

              #81
              رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

              ( 83 ) سيرة جرح لا يندمل


              (1)
              أُبصرُها "عبلةَ" ..
              تنتظرُ الفارسَ "عنترةَ"
              وأُبصرُها "ليلى"
              ذاتَ ذؤاباتِ ترعى البهْمَ
              وترقبُ "قيْساً"
              أُبصرها تُشرقُ في عينيَّ
              تقولُ وطيْرُ النشوةْ
              يقتحمُ الجسدَ المنخورَ سنيناً موصولهْ :

              "أنظلُّ طوالَ العمرِ بعيديْنِ
              غريبيْنِ
              عرايا
              نجري للشطْآنِ الباهرةِ المجهولهْ ؟"
              (2)
              أجلسُ فوقَ صخورِ اليأسِ
              (وكنتِ هنا تمشينَ
              وتبتسمينْ
              وكنتِ تغنِّينْ
              وكانتْ كلماتُكِ ثوْبَ البهجةِ
              موْجُكِ يغزُرُ ،
              يتلاطمُ بحرُكْ ،
              ستعودينَ إليَّ صباحاً
              قلبي يمتلئُ بوعدِكْ
              قيثارتُكِ الخضراءُ تُغنِّيني لحنَ العودةِ)

              أنتِ الحبُّ العاصفُ
              أعرفُ عاقبةَ اللقيا
              وأنا إنسانٌ تٌرعشهُ هبَّةُ ريحٍ
              كمْ عاني قلبي وتكبَّدَ
              هأنذا أكبو في الطرقِ الوعرةِ
              نفسي تُؤمنُ بخلودِ الحبِّ
              أنا لا أُبصِرُ غيرَ ظلالِ الأشباحِ
              أأغرقُ في بحْرِ الليلِ ..
              أيقتلُني نَزَقي ؟
              هلْ أهرُبُ منْكِ ،
              فلا أرجعُ ..
              إلاَ لخريفِ الوحدهْ ؟

              ديرب نجم 23/8/1982

              تعليق

              • د. حسين علي محمد
                كاتب مسجل
                • Jun 2006
                • 1123

                #82
                رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                ( 84 ) المرأة الضوئية


                يا برْقاً يغتسلُ بضوْءِ القمرِ الحارقِ في الغُربهْ
                جاهرْتُ بحبكَ
                أدخلني الوعْدُ الحَلَبَهْ
                فتجاذبَني الصوتُ
                وهدَّدَني الموتُ
                وردَّتني الجَلَبَهْ
                أعيتْني الحيلُ وظلْتُ أُناجيكْ
                واختلطتْ في الأفْقِ
                ظلالُ الشمسِ الشاحبةِ
                وأقفيةُ الأدوارِ الواطئةِ
                بصوْتِ الديكْ
                وأنا في اليمِّ أُناديكْ
                هلْ يُخرجُني صمْتي
                عنْ لُغَةٍ داجنةٍ
                تتنازعني فيكْ؟
                هلْ أدخُلُ في التجربةِ فأُحرقُ
                وأُلاقيكْ؟
                ...
                من ظلِّي تنفرطينَ
                نقاطاً شهباءْ
                تُرجعُني .. للماءْ

                صنعاء 28/9/1986م

                تعليق

                • د. حسين علي محمد
                  كاتب مسجل
                  • Jun 2006
                  • 1123

                  #83
                  رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                  ( 85 ) الغـــــزالة


                  قُزحيَّةُ الألْوانِ في قممِ الجبالِ
                  قَمْراءُ في أَلَقِ اخْتيالِ
                  في ثغْرها بعْضُ القصائدِ
                  والحروفُ مُهمْهِاتٌ
                  هلْ ستبدأُ بالنِّزالِ؟
                  في بدْءِ أحرُفِها الرَّشيقةِ ..
                  تصْهلُ الرَّغَباتُ في جسْمٍ تدلَّلَ بالجَمالِ
                  في غابةِ الأطْيافِ غابتْ
                  والمَدى رحْبٌ
                  ووقْدُ الحبِّ يعْصِفُ بالخَيَالِ
                  ماءٌ لهذي الأرْضِ
                  يرسُمُ بحْرَهُ في الأوْجِ
                  يُطلقُ سُفْنَهُ في الموْجِ
                  يرفعُ صوتَهُ في موكبٍ للحجِّ...
                  أيْنَ غزالةٌ طارتْ من المجنونِ في قممِ الجبالِ؟

                  صنعاء 25/11/1986م

                  تعليق

                  • د. حسين علي محمد
                    كاتب مسجل
                    • Jun 2006
                    • 1123

                    #84
                    رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                    ( 86 ) أصابع شَعْرِكَ للموت

                    (إلى الصديق القاص المُبدع محمد حافظ رجب
                    صاحب قصة «أصابع الشعر»)

                    أعطيتَ لهذي المهرةِ
                    أُفْقَ صباكَ الغامرِ في الفجرِ
                    وحكمةَ أسلافِكَ
                    فجرَهمُ الكاذبْ
                    أعطيْتَ
                    أصابعَ شَعْرِكَ للموْتِ
                    وللأمواجِ القاربَ
                    كيْ تهبَ لجسدِكَ شهوةَ فعْلٍ
                    يتجذَّرُ فيهِ الموْتُ
                    وألفُ صنوْبرَةٍ تتآمرُ
                    كيْ تصنعَ نعْشاً
                    (أوْ إكليلا)
                    للجسدِ الخائرْ !
                    ديرب نجم 29/4/1990

                    تعليق

                    • د. حسين علي محمد
                      كاتب مسجل
                      • Jun 2006
                      • 1123

                      #85
                      رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                      ( 87 ) مرثية أخيرة لعصفور


                      لمْ يحملْ بينَ يديْهِ شموسَ الصَّيْفْ
                      لمّا يركضْ في أبهاءِ الحُلْمْ
                      فلماذا تتعثَّرُ خطواتُهْ
                      بينَ "حروفِ المدّْ" ؟
                      ولماذا تُنصَبُ في عينيْهِ فِخاخُ الخوفْ ؟
                      منْ يُنبئُهُ نَّ فُتوحَ الغدّْ
                      نبضٌ لا تُطلِقُهُ منْ مكْمنِهِ أفراسُ النَّرْدْ
                      *
                      تحتَ جناحكَ
                      ليلُ غواياتكَ .. يُطْفِئُ توقَ الغدْ
                      *
                      مسكونٌ بالخوفِ
                      وبالحبَّ الرِّعديدِ
                      وتخشى حدَّ السَّيفِ
                      فكيفَ ستقتحِمُ ضِفافَ اللجةِ
                      كيفَ ستعبُرُ هذا السدّْ ؟
                      ديرب نجم 12/4/ 1985

                      تعليق

                      • د. حسين علي محمد
                        كاتب مسجل
                        • Jun 2006
                        • 1123

                        #86
                        رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                        ( 88 ) صهيبُ يُنادي: وامعتصماه !


                        (إلى سراييفو المحاصَرة)

                        1-غَلَبَتْ الروم:
                        مشى الرومُ فوقَ جبينيَ هذا المساءْ
                        وداستْ خيولُهمو بالسنابكِ وجهَ الضياءْ
                        وكان "صهيبُ" يُنادي جيوشَ محمدْ
                        فلمْ تُرجعُ الريحُ حتى الصّدى
                        وضَاعَ النداءْ
                        وظلِّي تجمّدْ
                        فلا الأُفقُ تعلوهُ رايةُ أحمدْ
                        فلا الخيْلُ خيلي
                        ولا الظلُّ ظلِّي !

                        2-بكائية المسلم الحزين:
                        كنتُ أُغنِّي،
                        وأعيشُ سعيداً في قصْرِ الوهْمْ
                        محبوباً من سرِّ الكلماتْ
                        أسمعُ شكوى الحرفِ من الفعْلْ
                        أقفُ إلى جانبِ فاصلةٍ في الظلّْ
                        في الليلِ أُصادِقُ أسماءً
                        أوْ أفعالاً
                        تهربُ منْ قائظةِ الويْلْ !
                        أخطو فوقَ اليَمِّ،
                        وأسمعُ للنَّمْلْ
                        أُعطي المحتاجينَ،
                        وأصْدُقُ في القوْلْ
                        (هأنذا، يُمسِكُ حزني بتلابيبِ الفعلْ
                        تتدَابَرُ أسمائي عنْ أفعالي
                        أشكو منْ جملةِ أحوالي)!

                        3-القمر يشرق في سماء "إيزابيلا":
                        إيزابيلا" يتطايرُ منْ عينيْها شررُ الموتْ
                        تحملُ خنجرَ "فرديناندو"
                        و"صهيبُ" يُنادي: وا مُعتصماه !
                        يهوي الصوتُ إلى قيعانِ الصمتْ!

                        4-اعتذارية إلى "سراييفو":
                        ماذا بعثْتَ لها سوى الأملِ الكذوبْ ؟

                        العاشقُ الرِّعديدُ يُغلقُ دفتراً منْ أُمنياتْ
                        والعاشقهْ
                        في دفْترِ الأشواقِ تُبصِرُ حبَّها بدراً
                        يُضيءُ الأُمسياتْ
                        هلْ تضحكُ الأيامُ للوجْهِ الحزينْ ؟
                        هلْ تعرفُ المخدوعةُ الحسناءُ
                        أكثرَ منْ حصادْ التُّرَّهاتْ ؟

                        هذا "صُهيْبُ" الآنَ يُشرقُ وجهُهُ فوقَ الهِضابْ
                        ماذا تُغنِّي في دُجى الليلِ المُطارَدِ بالحِرابْ ؟
                        يا دامِيَ الأشواقِ .. ماذا يصطليكَ منَ العذابْ ؟
                        يا أيُّها الجرحُ المُضَمَّخُ
                        بالعذاباتِ الجديدةِ
                        والهناءاتِ البعيدةِ
                        والغِيابْ !)
                        الرياض 6/10/1992

                        تعليق

                        • د. حسين علي محمد
                          كاتب مسجل
                          • Jun 2006
                          • 1123

                          #87
                          رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                          ( 89 ) بكائيةُ المسجد البابري (1)


                          (1)
                          بكلِّ العزْمِ والإصرارِ
                          كنتُ أُريدُ أنْ أحيا
                          برغمِ الريحِ والإعصارِ،
                          رغمَ الليلِ والأفعى
                          وقلتُ لكمْ:
                          "سيخْتنِقُ الأذانُ هنا
                          "أبوديا" .. حيةٌ تسعى
                          لتهدِمَ قبَّتي ، وتٌحطِّمَ الأثمارَ في فنني !"
                          فلمْ تسمعْ قلوبُكمو نداءَ المسجدِ المكْلومْ
                          تركتُمْ فيلَهمْ يأتي ، ليهدمَني
                          وحطّتْ فوقَ رأْسي البومْ
                          (2)
                          وكنتُ نسيتُ أنَّ الجُرحَ في الأعماقْ
                          وأنَّ أحبَّتي وَهَنوا
                          وأنَّ الحزنَ في الأعماقْ
                          و"راما" لمْ يُفاجئْني بفأْسٍ فوقَ أُمِّ الرّأْسْ
                          لينشرَ ظلَّهُ الأفّاكَ
                          والأشواكْ
                          فيقتلَ فيَّ تغريدي
                          ويخنقَ صوْتيَ الجوّابَ في الآفاقْ
                          لمنْ أشكو غيابَ نداءِ توحيدي ؟

                          الرياض 21/12/1992
                          ........................
                          (1) في 6/12/1992 هدم الهندوس المسجد البابري العريق، الذي بُني في "أبوديا" منذ أكثر من خمسمئة عام.

                          تعليق

                          • د. حسين علي محمد
                            كاتب مسجل
                            • Jun 2006
                            • 1123

                            #88
                            رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                            ( 90 ) القمر المنفيُّ .. يعود


                            (بعد أن تفككت جمهوريات الاتحاد السوفييتي، وفي مدينة "قاراتسوه" بجمهورية قيرغيزستان، كان هناك ملهى اشتراه المسلمون، وحولوه إلى «مسجد الإمام أبي حنيفة النعمان». وهكذا مع عودة الإسلام إلى "قير غيزستان" تحوّل المكان الجميل الساحر من مباءة للشيطان إلى مكان طاهر يذكر فيه اسمُ الله)

                            (1)
                            يا "قير غيزستان"
                            القمرُ المنْفيُّ يعودْ
                            يُشرقُ في ليْلِكْ
                            موصولاً بالسِّرِّ الأعلى
                            بينَ الكافِ وبينَ النونْ
                            يُلقي بالكأْسِ العطِنةِ في عُمْقِ النهْرِ،
                            فيطوي أعوامَ الأحزانْ !
                            (2)
                            "قيرغيزستان"
                            مازالَ لديْنا وقتٌ .. كيْ نُمضِيَهُ
                            نجوماً تسهرُ في ساحِ الرحمنْ
                            ونُجاهدُ ..
                            كيْ ترقى النفسُ
                            بسجدةِ طُهْرٍ في اطمئنانْ
                            مازال لديْنا وقتٌ
                            لصلاةٍ وصيامْ
                            والقمرُ المنفيُّ يعودُ .. فتيا
                            لنْ يغشاني بعدَ اليومِ دبيبُ سقامْ
                            فأنا أولدُ في تكبيرةِ إحرامْ
                            أسمو فوقَ عصورٍ يتعمْلقُ فيها الجبنُ فتيًّا
                            ويُعربِدُ تحتَ ظلالِ الخوفِ صفيقا
                            في اطمئنانْ !
                            (3)
                            "قيرغيزستان"
                            الفجْرُ الشاردُ .. عادْ
                            يحملُ لي الفرحةَ والأعيادْ
                            سأُدافعُ عنْ صوتِ بلالٍ إذْ يترَدَّدُ في المسجدْ
                            أحملُ عزمَ محمَّدْ
                            حتى لا يطأوا قدسي الأمجدْ

                            "قيرغيزستان"
                            يا أحلى لحنٍ يتردَّدُ كلَّ أذانْ
                            "قيرغيزستان"
                            "قيرغيزستان"
                            الرياض 6/12/1991

                            تعليق

                            • د. حسين علي محمد
                              كاتب مسجل
                              • Jun 2006
                              • 1123

                              #89
                              رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                              ( 91 ) أربع قصائد قصيرة
                              إلى الكعبة المشرفة

                              شعر: حسين علي محمد
                              ............................

                              (1)
                              رسمْتُ على صفحةِ الليلِ
                              توقي وحُبِّي
                              بحجْمِ الهزائمِ ..
                              تجتاحُ روحي وقلبي
                              بحجْمِ الحرائقِ
                              تجتاحً عمراً منَ الجدْبِ
                              هذي سيوفي ..
                              معلّقةٌ في فضاءِ التقاويمِ،
                              هذا دماغي تكسَّرَ،
                              والنومُ داعبَ هُدبي ..
                              سوادَ التواريخِ
                              يُثخنُني بالجراحِ
                              تعاليْ ..
                              أضيئي بنورِكِ درْبي
                              (2)
                              تعاليْ،
                              فإني أحمدُ عندَ الصباحِ السُّرى
                              وأُلقي بأفياءِ نهْرٍ منَ التَّوْقِ
                              في لحظةِ البوْحِ بينَ يديْكِ
                              أُفَتِّحُ قلبي ..
                              فيوضاً من الحبِّ والشوقِ
                              تُزجي إليْكِ ..
                              ينابيعَ طُهْرٍ دفوقٍ
                              وآلاءِ شوْقٍ سموقٍ
                              على جانبيْكِ


                              تعاليْ
                              لأُلقي بأشلاءِ نفسي على عتباتِكْ
                              فهذا ضياؤكِ يملأ آفاقَ روحي
                              بطُهْرٍ حميمِ
                              ويشفي جروحي
                              ببُرْءٍ عميمْ

                              أأروي جفافي بزمزمَ
                              حتى أكونَ جديراً بكِ الآنَ ؟
                              هيّا،
                              تعاليْ
                              أنا اليومَ نلتُ المُنى منْ رُبا نفحاتِكْ
                              (3)
                              تفجّر شوقي إليْكِ زماناً
                              وسالتْ دموعي
                              وهأنذا قدْ لقيتُكِ بعدَ العناءْ
                              فكوني خلوداً يُضمِّخُني في صحارى الفناءْ
                              وظلَّي ربيعي !
                              أجيئُكِ في نصْفِ ليْلي
                              وإغضاءِ ويْلي
                              أناجي الذي في السمواتِ ربي وربِّكِ :
                              يا قابلَ التَّوْبِ
                              خلْفي جحيمٌ من الذنبْ
                              قدْ أنْهكتْني خطوبي
                              وقدْ أثقلتْني ذنوبي

                              فهلْ تمسحُ الآنَ جيمَ الجهالهْ
                              فهلْ تُشرِقُ في الأُفْقِ هالهْ ؟
                              (4)
                              تعاليْ ، وهُبِّي بصحنِكِ
                              واسقي فؤادي متى شئتِ ..
                              شربتَكِ الزمزميَّهْ !
                              تُطهِّرْ فؤادي من الرجسِ
                              والجاهليّهْ !
                              مكة المكرمة 8/5/1992

                              تعليق

                              • د. حسين علي محمد
                                كاتب مسجل
                                • Jun 2006
                                • 1123

                                #90
                                رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                                ( 92 ) الرمح



                                ولماذا لا تخترقُ تجاويفَ الرُّعبِ
                                وصحراءِ القلبِ
                                وكثبانِ اللوحاتِ المائيّةِ
                                أو تكشفُ عن موسيقا بوحكَ
                                وجنونكْ ؟

                                ولماذا تتعلّقُ في أذيالِ
                                الجُدرانِ الخربةِ
                                لا تكشفُ عنْ صبوةِ قلبِكَ
                                أوْ
                                شارةِ عشقِكَ وفتونِكْ ؟

                                ومتى تستيقظُ منْ غفوتِكَ المُرَّهْ ؟
                                ومدينتُنا هاجمَها في الليْلِ البومُ
                                وأزهرَ في الأوردةِ الجُرْحْ ؟

                                أنقذنا منْ سقْطتِنا
                                في هذا السَّفْحْ

                                هلْ تختصِرُ شهادتَكَ عليْنا
                                في طعنةِ سِنٍّ ؟!
                                املأ أُفقَ اللهِ بتسبيحةِ ذكْرٍ
                                وبنشوةِ فتْحْ !

                                صنعاء 30/9/1988م

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
                                أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif, webp

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة
                                يعمل...