رد: النص الكامل لكتاب «أغنيــــــــــــات / نصوص سردية قصيرة »، للروائي محمد جبريل
* الحب *
تبينت عمق السكون من حولى ، حين صدرت خشخشة وأنا أقلب الورقة التى سودت سطورها لأكتب ورقة أخرى .
كان قد مضى على قدومى إلى القاهرة ثلاثة أيام .
صدمت خالتى المقيمة فى مصر الجديدة تصورى بأن أقيم ضيفاً عليها حوالى الشهر . اعتذرت بالحرج من زوجها ، فبدأت البحث عن شقة بالقرب من دور الصحف ، فى وسط البلد . رحب خالى باستضافتى حتى أعثر على الشقة ـ أو الحجرة ـ المناسبة . لم أوفق فى مقابلة سعد الدين وهبة فى مكتبه بمجلة البوليس . تذكرت اسم أحمد عباس صالح . كنت أحب كتاباته النقدية . منحنى إصغاءه ، وقرأ لى . توسط ببطاقة زرت بها عدداً من أصدقائه . أزمعت ألا أضيع وقتاً ، فانشغلت بالكتابة . ترك لى خالى شقته فى حدائق القبة . طابق أول من بناية عالية . تركت الباب مفتوحاً استجلاباً لنسمة هواء تلطف حرارة أغسطس . ترامى من نافذة تطل على المنور الخلفى صوت نجاة : العواذل ياما قالوا .. ليه تحبوا ليه ؟.. رد قلبى وقال وماله .. لما احبه إيه ؟..
كنت أحب الأغنية . أجد فى كلماتها تحدياً للمثبطات ، وإصراراً على مشاعر الحب . استدعت ذاكرتى ـ بلا رابط ـ مكتبة أبى ، والكلمات المشجعة لصديقى فتحى الإبيارى ، وقراءة الفاتحة فى القطار ، وأبواب دور الصحف الموصدة ، وعناد أمواج البحر فى تواليها على الشاطئ ..
جففت عرق وجهى بجاكتة البيجامة التى كنت ألقيتها على الكرسى المجاور ..
واستأنفت الكتابة .
(يتبع)
* الحب *
تبينت عمق السكون من حولى ، حين صدرت خشخشة وأنا أقلب الورقة التى سودت سطورها لأكتب ورقة أخرى .
كان قد مضى على قدومى إلى القاهرة ثلاثة أيام .
صدمت خالتى المقيمة فى مصر الجديدة تصورى بأن أقيم ضيفاً عليها حوالى الشهر . اعتذرت بالحرج من زوجها ، فبدأت البحث عن شقة بالقرب من دور الصحف ، فى وسط البلد . رحب خالى باستضافتى حتى أعثر على الشقة ـ أو الحجرة ـ المناسبة . لم أوفق فى مقابلة سعد الدين وهبة فى مكتبه بمجلة البوليس . تذكرت اسم أحمد عباس صالح . كنت أحب كتاباته النقدية . منحنى إصغاءه ، وقرأ لى . توسط ببطاقة زرت بها عدداً من أصدقائه . أزمعت ألا أضيع وقتاً ، فانشغلت بالكتابة . ترك لى خالى شقته فى حدائق القبة . طابق أول من بناية عالية . تركت الباب مفتوحاً استجلاباً لنسمة هواء تلطف حرارة أغسطس . ترامى من نافذة تطل على المنور الخلفى صوت نجاة : العواذل ياما قالوا .. ليه تحبوا ليه ؟.. رد قلبى وقال وماله .. لما احبه إيه ؟..
كنت أحب الأغنية . أجد فى كلماتها تحدياً للمثبطات ، وإصراراً على مشاعر الحب . استدعت ذاكرتى ـ بلا رابط ـ مكتبة أبى ، والكلمات المشجعة لصديقى فتحى الإبيارى ، وقراءة الفاتحة فى القطار ، وأبواب دور الصحف الموصدة ، وعناد أمواج البحر فى تواليها على الشاطئ ..
جففت عرق وجهى بجاكتة البيجامة التى كنت ألقيتها على الكرسى المجاور ..
واستأنفت الكتابة .
(يتبع)
تعليق