الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

حوار المربد الأول : ما يسمى شعر النثر

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • طارق شفيق حقي
    المدير العام
    • Dec 2003
    • 11929

    #16
    رد: حوار المربد الأول : ما يسمى شعر النثر

    من المفيد لعودة لهذا المقال :
    http://www.merbad.net/vb/showthread.php?t=2339

    وهذا المقال الساخر
    http://www.merbad.net/vb/showthread.php?t=90

    تعليق

    • ثروت سليم
      شاعر وأديب مصري
      • Jul 2005
      • 2448
      • sigpic

      #17
      رد: حوار المربد الأول : ما يسمى شعر النثر

      المشاركة الأصلية بواسطة أبو شامة المغربي



      حوار المربد الأول

      (الشعر الحر)
      محمد بن علي السنوسي

      لا العود عودي، ولا الأوتار أوتاري*
      ولا أغاريدكم من شدو أطياري
      من أين جئتم بهذا الطير ويحكمُوا؟
      لا الريش ريشي ولا المنقار منقاري
      إني أرى في جناحيه وسحنته*
      سمات أليوت لا سيماء (بشارِ)
      وصرت أسمع ألفاظاً مقلقلة*
      طرق المسامير في دكان نجارِ
      ألبستموني ثياباً لا تشرفني*
      كأنها فوق جسمي حبل قصارِ
      سود وحمر وصفـر لا انسجـام لهـا*
      كرسم بيكاس يعي فهمه القاري
      ماذا؟ تقولـون تجديد، لقــد هزلـت*
      وسامها كل مهذار وثرثارِ
      ما الشعر؟ هل هو ألفاظ مسيبة؟
      بلا قيود ردي للمنطق الهاري
      الشعـر هندسـة كبرى تكـاد تـرى*
      فــي النسخ، واللفظ منه روح فرجارِ
      والوزن للشعر روح، وهي إن فقدت*
      أضحـى جمادا بـلا حـس كأحـجارِ
      قصيدة النـثر مثـل المشي جامــدة*
      والشعر كالرقص فـي سيقـان أبـكارِ
      ورب حـرف صغير الشـأن يرفضـه*
      لحن المشاعر في ترنيم قيثارِ
      تأبى الحروف التي صيغت نماذجها*
      من رعشة الروح في أعماق أسرارِ
      أن تلتقي معكم في سبك خاطرة*
      عرجاء تحجل في ميثاء مهيارِ
      لكل فن أصول يستقل بها*
      شتان ما بين سباك وعمارِ
      تبينوا بعض مــا تبغـون وانطلقـوا*
      في الروض ما بين أزهار وأثمارِ
      وجنبونــا غُثـاءٍ لا جمــال لــه*
      ولا رواء، ولا يوحي بإكبارِ
      إن كان لا بد من فن نجدِّدُه*
      فجددوا في مضامين وأفكارِ
      وأنطقوا الصَّخر في ترنيم قافيةٍ*
      كرعشة الضوء في لمع السَّنا السَّاري
      حرية الشعر في إشراق فكرته*
      وفي تساميه عن لغو وأقذارِ
      وأن يكون لكم في كل معترك*
      رأي جهير، وعزم غير خوارِ
      أما كفى أننا فقرا ومخمصة*
      نستورد الغرب، حتى صبغ أظفارِ
      فكيف تبغون أن تستوردوا أدباً*
      من صنعه نيكلاً بخساً بدينارِ
      والشعر نور، ونار، والنفوس لها*
      طبع الفراشات عشق النور والنارِ
      ورب ذي قلم أعطى لأمته*
      ما ليس يعطيه فيها نهرها الجاري
      المصدر
      حياكم الله



      د. أبو شامة المغربي

      kalimates@maktoob.com


      يكفيني الرد بهذه القصيدة الرائعة، التي قدمها لنا هنا العلّامةٌُ الأديب الدكتور: أبو شامة المغربي ...
      قرأتُ في بداية الأمر أن أخانا الناقد النويهي
      يتحدث عن الشعر الموزون بأنه يؤثر على طبلة الأذن إلخ ...
      ومن وجهة نظري إن الأغنية مثلاً مهما كانت كلماتها جميلة
      فهي لا تُغنَّى بلا لحنٍ وموسيقى وفنان، وأنا أرى أن الشعر الموزون إذا قيس بشعرِ النثر، فالموزونُ به موسيقى تريحُ الأذن وتجذب السامع على عكس ما ذهب إليه أخونا النويهي، ونحن نحترم رأيه ...
      ثم إن الشعر الموزون في العصر الجاهلي أو الأسلامي وصولا إلى العباسي والأموي والحديث إلخ ...
      كان لغة الشاعر بالفطرة، فقد جاء محمدٌ صلى الله عليه وسلم رسولا للبشرية بأكبرِ معجزةٍ على وجه الكون، وهي القرآن الكريم
      ليعلو كلامُ اللهِ عز وجل على كلِ كلام وتحدَّى بهِ العرب الذين برعوا في فنون اللغةِ والشعر ..
      هل كان هناك ما يسمى بشعر النثر في ذلك الوقت؟ لا أعتقد !!!!!!
      لذا:
      مرحباً بالشَّعرومعهُ دُفُ الخليل بن أحمد الفراهيدي
      وموسيقاه ووزنه
      لتصبح القصيدة
      بجمالٍِ وجلال
      تحياتي
      التعديل الأخير تم بواسطة أبو شامة المغربي; 05-12-2007, 09:30 PM.

      تعليق

      • د. تيسير الناشف
        كاتب مسجل
        • Apr 2007
        • 79

        #18
        رد: حوار المربد الأول : ما يسمى شعر النثر

        أهل المربد
        سلامات وتحيات.

        موضوع الشعر العربي بمختلف جوانبه موضوع تناوله المتناولون وسيستمر تناوله مستقبلا. في اعتقادي أنه فضلا عن الشعر العمودي يمكن أن يكتب الشعر بقالب غير قالب الشعر العمودي. ومن أراد أن يواصل نظم الشعر العمودي فله (أو لها) أن تفعل ذلك. ومن حق المرء أن يسكب مشاعره وأحاسيسه وعواطفه وتفاعله مع محيطه وقضيته في قالب يمكن يقينا أن يطلق عليه الشعر الحر وشعر التقعيلة. ويجب التمييز بين الشعر الحر وشعر التفعيلة. وثمة أدباء وكتاب ونقاد يميزون بينهما. فالأول أكثر تحررا من شرطي توفر التفعيلة واتلقافية، والثاني يلتزم بإيراد التفعيلة التي يختلف عددها في كل سطر وبالتقيد بالقافية. يمكن أن تتوفر الصور الشعرية وتدفق المشاعر والإيقاع في شعر التفعيلة، وحتى في الشعر الحر، على الرغم من أن الإيقاع في الشعر الحر قد يكون أقل توفرا نظرا إلى عدم التقيد بالتفعيلة (هذا إذا كان المقصود بالشعر الحر عدم التقيد بالتفعيلة). وفضلا عن الإيقاع اللفظي من ناحية توفر التفعيلة والقافية، هناك إيقاع معنوي وإيقاع الصور الشعرية والإيقاع المتجلي في توليفة المعاني والمشاعر والصور.

        أنا أقرأ الشعر العمودي، بالشطرين في البيت وبعدد محدد من التفعيلات في كل شطر وبقافية واحدة قد تتكون من حرفين أو ثلاثة أحرف (ولكم أن تتصوروا العناء) في قصيدة قد تطول سبعين بيتا أو مئة بيت. ثمة كتاب وشعراء ونقاد يرون أن هذه الشروط تشكل قيدا على تدفق وانسياب المشاعر والصور الشعرية. هذا الرأي في اعتقادي صحيح. أنا تمتعت بقراءة قصائد امرئ القيس وعنتر بن شداد وعمرو بن كلثوم وأحمد شوقي وغيرهم كثيرون، كما أنني تمتعت يقراءة قصائد التفعيلة التي سكبتها شاعرية نزار قباني ومحمود درويش ونازك الملائكة وغيرهم كثيرون.

        مع مودتي لكم.

        تيسير الناشف

        تعليق

        • فارس الهيتي
          كاتب مسجل
          • Nov 2006
          • 751

          #19
          رد: حوار المربد الأول : ما يسمى شعر النثر

          أنا أقرأ الشعر العمودي، بالشطرين في البيت وبعدد محدد من التفعيلات في كل شطر وبقافية واحدة قد تتكون من حرفين أو ثلاثة أحرف (ولكم أن تتصوروا العناء) في قصيدة قد تطول سبعين بيتا أو مئة بيت. ثمة كتاب وشعراء ونقاد يرون أن هذه الشروط تشكل قيدا على تدفق وانسياب المشاعر والصور الشعرية.
          هناك نقطة مهمة جدا وهي يجب أن نميز بين من يكتب شعرا ومن ينظم الشعر العمودي
          فألفية ابن مالك هي (نظم) خاص بقواعد اللغة العربية ومن ألف بيت !! فهل هذه الألفية
          حرّكت مشاعرنا؟!!
          بعض القصائد نتمنى أن تطول لجماليتها وقوة بنائها وتنوع الصور فيها..
          فالقصيدة العمودية المتميزة هي عبارة عن فكرة تمتزج بموهبة الشاعر لتولد بعد مخاض
          قد يطول أو يقصر مع الألتزام بالبناء العام(البحر والتفعيلة) والتمكن من اللغة العربية..

          تعليق

          • خليد خريبش
            قاص مربدي
            • Oct 2006
            • 1113

            #20
            رد: حوار المربد الأول : ما يسمى شعر النثر

            السلام عليكم ورحمة الله
            أحيي جميع الإخوة الكرام.
            ارتأيت أن أن أشارك في إثراء النقاش بالأسئلة التالية؟
            1-هل يقتضي منطق التطور وتغير الظروف الطبيعية والاجتماعية السياسية والتاريخية تجديدا في بنية الشعر العربي الإيقاعية؟
            2-هل الشعر العربي قادر على أداء وظيفته على مر الأزمان ببنية إيقاعية قارة؟
            3-هل التشبت بالأصول في الشعر العربي ما هو إلا انعكاس لحضور القياس العربي في لاشعور الشاعر العربي؟

            تعليق

            • طارق شفيق حقي
              المدير العام
              • Dec 2003
              • 11929

              #21
              رد: حوار المربد الأول : ما يسمى شعر النثر

              المشاركة الأصلية بواسطة خليد خريبش
              السلام عليكم ورحمة الله

              أحيي جميع الإخوة الكرام.
              ارتأيت أن أن أشارك في إثراء النقاش بالأسئلة التالية؟
              1-هل يقتضي منطق التطور وتغير الظروف الطبيعية والاجتماعية السياسية والتاريخية تجديدا في بنية الشعر العربي الإيقاعية؟
              2-هل الشعر العربي قادر على أداء وظيفته على مر الأزمان ببنية إيقاعية قارة؟
              3-هل التشبت بالأصول في الشعر العربي ما هو إلا انعكاس لحضور القياس العربي في لاشعور الشاعر العربي؟

              تجديدا في بنية الشعر العربي الإيقاعية؟


              أولا الوزن غير الايقاع
              وجرت محاولات التجديد عبر شعراء النثر , من خلال نسف الوزن والاعتماد على ايقاع الصورة , والمشكلة أكبر عبر صورة مستغلقة مجانية

              الشعر العربي قادر على أداء وظيفته على مر الأزمان ببنية إيقاعية قارة؟


              هناك من حافظ على الوزن مع اللعب على ايقاع الصورة, وكان التحدي كبير لهم
              منهم الشاعر محمود سعيد واعتقد في المربد قصيدة له


              تعليق

              • طارق شفيق حقي
                المدير العام
                • Dec 2003
                • 11929

                #22
                رد: حوار المربد الأول : ما يسمى شعر النثر

                أرسى الجاحظ قواعد نقدية ثابتة:
                1-فنية الشعر : عرّف الجاحظ الشعر بأنه صورة متلاحمة من الشكل والمضمون والموسيقى , وهو يرى الإحساس والشعور والعاطفة التي تنبع من معاني الكلمات هي واحدة في صدور الناس . ويصبح الشعر صورة تتفاوت في مقدار جمالية اللفظ والموسيقى يقول " إنما الشأن في إقامة الوزن وتخير الألفاظ وسهولة المخرج وكثرة الماء وصحة الطبع وجودة السبك فإنما الشعر صناعة وضرب من النسيج وجنس من التصوير - الحيوان 2/130 " ص 19

                - والشعر لديه صورة رهيفة تؤدي معناها من خلال موسيقى تؤثر في الأسلوب وسياق الجملة لذلك لا يمكن ترجمة الشعر"والشعر لا يستطاع أن يترجم ولا يجوز عليه النقل ومتى حول تقطع نظمه وبطل وزنه, وذهب حسنه, وسقط موضوع التعجب لا كالكلام المنثور . والكلام المنثور ( المبتدأ) على ذلك أحسن وأوقع من المنثور الذي تحول عن (موزون) الشعر – الحيوان" ص 20

                والخصيصة الثانية للصورة الشعرية هي موسيقية الأسلوب , ولذلك فإن حمل الذاكرة له أدوم من حمل الذاكرة للأسلوب النثري ويوضح ذلك بقوله: " حفظ الشعر أهون على النفس , وإذا حفظ كان أعلق وأثبت وكان شاهداً, وإن احُتيج إلى ضرب المثل كان مثلاً - الحيوان"ص 20

                تعليق

                • نوف
                  في إجازة
                  • Mar 2007
                  • 670

                  #23
                  رد: حوار المربد الأول : ما يسمى شعر النثر

                  المشاركة الأصلية بواسطة طارق شفيق حقي
                  سيكون لنا وفقة مع هذه الإشارات الجميلة للشاعر محمد السنوسي






                  (الشعر الحر)
                  محمد بن علي السنوسي

                  لا العود عودي، ولا الأوتار أوتاري*
                  ولا أغاريدكم من شدو أطياري
                  من أين جئتم بهذا الطير ويحكمُوا؟
                  لا الريش ريشي ولا المنقار منقاري
                  إني أرى في جناحيه وسحنته*
                  سمات أليوت لا سيماء (بشارِ)
                  وصرت أسمع ألفاظاً مقلقلة*
                  طرق المسامير في دكان نجارِ
                  ألبستموني ثياباً لا تشرفني*
                  كأنها فوق جسمي حبل قصارِ
                  سود وحمر وصفـر لا انسجـام لهـا*
                  كرسم بيكاس يعي فهمه القاري
                  ماذا؟ تقولـون تجديد، لقــد هزلـت*
                  وسامها كل مهذار وثرثارِ
                  ما الشعر؟ هل هو ألفاظ مسيبة؟
                  بلا قيود ردي للمنطق الهاري
                  الشعـر هندسـة كبرى تكـاد تـرى*
                  فــي النسخ، واللفظ منه روح فرجارِ
                  والوزن للشعر روح، وهي إن فقدت*
                  أضحـى جمادا بـلا حـس كأحـجارِ
                  قصيدة النـثر مثـل المشي جامــدة*
                  والشعر كالرقص فـي سيقـان أبـكارِ
                  ورب حـرف صغير الشـأن يرفضـه*
                  لحن المشاعر في ترنيم قيثارِ
                  تأبى الحروف التي صيغت نماذجها*
                  من رعشة الروح في أعماق أسرارِ
                  أن تلتقي معكم في سبك خاطرة*
                  عرجاء تحجل في ميثاء مهيارِ
                  لكل فن أصول يستقل بها*
                  شتان ما بين سباك وعمارِ
                  تبينوا بعض مــا تبغـون وانطلقـوا*
                  في الروض ما بين أزهار وأثمارِ
                  وجنبونــا غُثـاءٍ لا جمــال لــه*
                  ولا رواء، ولا يوحي بإكبارِ
                  إن كان لا بد من فن نجدِّدُه*
                  فجددوا في مضامين وأفكارِ
                  وأنطقوا الصَّخر في ترنيم قافيةٍ*
                  كرعشة الضوء في لمع السَّنا السَّاري
                  حرية الشعر في إشراق فكرته*
                  وفي تساميه عن لغو وأقذارِ
                  وأن يكون لكم في كل معترك*
                  رأي جهير، وعزم غير خوارِ
                  أما كفى أننا فقرا ومخمصة*
                  نستورد الغرب، حتى صبغ أظفارِ
                  فكيف تبغون أن تستوردوا أدباً*
                  من صنعه نيكلاً بخساً بدينارِ
                  والشعر نور، ونار، والنفوس لها*
                  طبع الفراشات عشق النور والنارِ
                  ورب ذي قلم أعطى لأمته*
                  ما ليس يعطيه فيها نهرها الجاري


                  ما أروع ما قرأت ... لله در قائلها
                  لعمري أنها أقوى رد على مايسمى بشعر النثر ... عافانا الله منه
                  المهم...
                  عُرف عني الإيجاز إيمانا مني " أن خير الكلام ماقل ودل .... ولم يطل فيمل "
                  حقيقة لم يتسنى لي أن أقرأ جميع ما كتب في هذا الحوار ...
                  ولكن ... ألا ترون معي أن مايسمى بــ شعر النثر هو إفلاس لكل من كتب فيه ؟؟!
                  ألا تتفقون معي أنه نقطة غير مشرقة في تاريخ تطور الأدب العربي ؟؟!
                  ألا يصوت معي أحدكم أنه إتهام مؤلم للغة العربية بالعقم؟؟!
                  رموني بعقم في الشباب وليتني عقمت فلم أجزع لقول عداتي
                  التعديل الأخير تم بواسطة نوف; 05-19-2007, 12:49 AM.

                  تعليق

                  • سمير الأمير
                    كاتب مسجل
                    • Jul 2006
                    • 66

                    #24
                    رد: حوار المربد الأول : ما يسمى شعر النثر

                    قصيدة النثر..و نسخ المنسوخ بقلم/ سمير الأمير

                    أصبح لقصيدة النثر التى يكتبها الجيل الجديد من الشعراء شكل نمطى مثلها مثل قصيدة التفعيلة والقصيدة العمودية وفى اعتقادى أن ذلك يفقدها الكثير من مبررات وجودها، إذ من المفترض أنها تشكل فى الأساس ثورة على نمطية الشكل وتقليدية المضمون، لكن المرء إذا أمعن النظر فى قصيدة النثر بتجلياتها الحالية عند الشعراء الشبان لا يملك إلا أن يقرر وهو مرتاح الضمير أن معظم تلك القصائد التى تنشر فى المجلات الأدبية لا تدل على شاعرها على الرغم من ذاتية موضوعاتها، بل يبدو الأمر وكأن كل تلك القصائد قد كتبها شاعرُُ واحد!
                    باستثناء بعض الأسماء القليلة التى أفلتت من ذلك الإطار النمطى ويرجع ذلك لامتلاكهم موهبة حقيقية ولحبهم واحترامهم لكل تاريخ الشعر قى هذا الوطن ولذا جاء نثرهم جميلاً و تمردهم أجمل لأنه لم يكن مفتعلاً.

                    إن ذلك يذكرنى بما قاله لى الشاعر العظيم "فؤاد حداد"_ أثناء زيارتى له فى مطلع الثمانينات وكنت بصحبة الشاعر سمير عبد الباقى الذى طلب منه أن يستمع إلى بعض قصائدى ليبدى رأيه فيها_ فقال دون أدنى انفعال بعد أن اسمعته قصيدة " لقد أصبحت كمياء الكتابة معروفة للجميع"،
                    من المؤكد أن شاعرنا العظيم كان يعبر بطريقة مهذبة عن عدم اقتناعه بما سمعه، لأننى اكتشفت بعد تأمل للقصيدة فى ضوء تعليقه أنها تشبه مئات القصائد الأخرى وليس فيها ما يميزها على الإطلاق،
                    كان علىّ إذن أن اتوقف عن الكتابة لأمحو من ذاكرتى كل تلك الطبقات المتراكمة التى صنعها الكسل والاستسهال الذى يأتى بعد معرفتنا بكمياء الشعر، تلك الكمياء التى تحولنا من شعراء حقيقين نمتلك روح الشعر وجوهره إلى محترفى كتابة، وأعتقد أن هذا مافعله أيضاً الكثير من أبناء جيلى إذ بدأ يخفت صوت قصيدة التفعيلة ومن ثم كانت قصيدة النثر محاولة للانعتاق من أسر العمود الشعرى وسطوته ورغبة فى الدخول إلى تجربة الكتابةعارين من كل الأدوات التقليدية من أجل تأسيس قصيدة تؤكد على أن الشكل جزءُُ أصيل من تجربة الشاعر وبالتالى تحرر القصيدة من إطار الشكل الواحد و من ثم يصبح لقصيدة النثر أشكالاً لا متناهية لأن كل قصيدة تصبح مغامرة جديدة،
                    ما الذى جعل من قصيدة النثر عند هؤلاء إذن عموداً أكثرصرامة وتقليدية من عمود شعر التفعيلة التى تمردت عليه؟
                    أعتقد أن مرجع ذلك فى الأساس يعود إلى أن معظم شعراء هذا الجيل من النثريين يفتقرون إلى الحد الأدنى من المعرفة بتراث الشعر العربى بل أن بعضهم يباهى بذك دون أدنى خجل إذ يعتبر أن معرفته بالتراث تضبب رؤيته للواقع، بل الأدهى من ذلك أنهم مقطوعو الصلة بتراث قصيدة النثر ذاتها التى كتبها شعراء عظام كمحمد الماغوط وأنسى الحاج ولذا ترجع قصائدهم دائماً إلى مصدرها النثرى فتصبح مجرد انطباعات لا يمكن لها أن تؤسس لشعرية جديدة بل أحياناً تكتشف أنك لا تقرأ شعراً بل مقالاً سمجاً مملاً، علاوة على أن تلك القصائد وقعت فى معظمها تحت تأثير القصائد المترجمة لشعراء الغرب، أى أنها تأثرت بنصوص غير حقيقية فأصبحت" صورة الصورة copy of a copy
                    لأن النص المترجم لا يمكن أن يطابق النص الأصلى فى لغته وروحه مهما بلغ المترجم من براعة،
                    من المهم هنا أن أقرر بوضوح ورغم كل ماسبق أننى لست ضد قصيدة النثر بأى حال من الأحوال، بل على العكس تماماً ولكنى أرى أنه لكى تحقق قصيدة النثر مبرر وجودها، ينبغى على كاتبها أن يدخل معركته عارياً من كل الأساليب التقليدية حتى وإن كانت أساليب نثرية شريطة أن يكون قد استوعب كل تلك الأساليب حتى يعرف لماذا وكيف يتمرد عليها،
                    إذ من الأهمية ألا تتم مصادرة التجربة لصالح اللغة النمطية لأن التجربة الحقيقية هى التى تفرض لغتها بل أن اللغة فى قصيدة النثر ينبغى أن تتطابق مع التجربة تماماً والجمال هنا هو أنه فى قصيدة النثر لايمكن لنا أن نفصل بين الشكل والمضمون ولو حتى من الناحية النظرية لأن مضمون القصيدة هو شكلها والعكس صحيح وتأسيساً على هذا فإن شاعر القصيدة النثرية ليس شاعراً بالمعنى الاصطلاحى ولكنه إنسان لا يمكن أن نميزه عن غيره من بقية خلق الله إلا من حيث قدرته المبهرة على التعبير عما يجيش بنفسه وكأنه يتنفس بشكل طبيعىإذ أنه غير مشغول بنا أساساً- أعنى أثناء الكتابة- وما قصيدته إلا رحلة تعرف على ذاته فى هذا العالم ونحن بدورنا لا نقرأ أشعاره فى إطار مرجعية قوالب أو نمازج سابقة لأن كل شاعر نثر هو عالم قائم بذاته وهو يحاول إكتشاف نفسه وحل معضلة وجوده عبر فعل الكتابة وبالتالى هو لا يدعى معرفة لا يمتلكها.. إنه باحث لاهث عن المعرفة وهو يورطنا معه فى رحلته المعرفية التى تسمى قصيدة من أجل اصطيادنا فقط ونحن نصدقه ليس لأنه يستدرجنا ولكن لأن قصيدته هى التى تستدرجنا لكى نتورط فى معاناته، فى بحثه عن حريته وعن معنى وجوده تلك المعاناة التى قد تشير بمحض الصدفة إلى معنى يتجاوز وجوده إلى وجودنا فنقول:- يالروعة اللغة!
                    بينما يصرخ هو فيها قائلاً:-
                    أيتها اللغة لا تكونى سياجاً حول روحى
                    أريد أن أقول اننى مجنون
                    دون أن ينم ذلك عن كمال عقلى
                    أيتها اللغة كونى مجنونة مثلى تماماً.

                    تعليق

                    • خليد خريبش
                      قاص مربدي
                      • Oct 2006
                      • 1113

                      #25
                      رد: حوار المربد الأول : ما يسمى شعر النثر

                      أوزان الخليل
                      هل نعترف بوجود قصيدة النثر أم لا؟هل هي من الشعر العربي أم لا؟في اعتقادي الضعيف قصيدة النثر موجودة وتفرض نفسها بقوة ويجب أن نعترف بها كطفرة في الإنتاج الشعري العربي موازية للإنتاج الشعري بشكله التقليدي. المشكلة في القبول بها كعنصر إغناء وليس كعنصر تهديد أوتقويض.
                      تغنى الشعراء العرب الأوائل في شبه الجزيرة العربية بأشعارهم بشكل تلقائي عفوي فهم لم يعوا لا فعولن ولا مفاعيل وإنما كان الوزن وليد ظروف طبيعية وبشرية معروفة(الصحراء، القبيلة،...).عبر الشاعر العربي الشاب طرفة بن العبد عن هموم غرامه وأحاسيسه ،مدح ،افتخر،رثى...فاستوعبت الأوزان تعبيره،موسيقى وليدة هذه البيئة ،طربت لها أذن إنسان هذه البيئة،لماذا نلزم شاعرا عربيا شابا معاصرا مقيما في القاهرة حيث الظروف تختلف جملة وتفصيلا عما كان في زمان طرفة بالتدرب والتمرن وامتلاك هذه الآلة القديمة للتعبير عن هموم حبه،لماذا نتمسك بصلاحيتها لكل زمان ومكان.وإن ملك بعض المعاصرين ملكة التعبير بالشكل القديم فذلك ليس شرطا ملزما للجميع ..إننا نكبل الإبداع والخيال نضع شروطا كهذه ونقف ضد سنة التطور التغيير، نومن بهذه الأصول كحقيقة ثابتة ،نخاف التغيير.
                      ثار شعراء العربية التجديديون على الأنماط التقليدية ليس لعجزهم عن اكتساب آلة الشعر العربي التقليدي كما يعتقد البعض .الأمر ليس كذلك. إنها لم تسعفهم في تبليغ رسالتهم ،همومهم ،سخطهم،على واقع أمة مخز،تداعت عليها الأمم.فكان المشكل في إدخال تحسينات للآلة لآداء الوظيفة شأنهم شأن الرومانسيين والسرياليين عندما فروا من جحيم العقلانية المجحفة.لعبت زوابع الحداثة بأذهانهم ،وندبات سوط الغازي في قلوبهم،فكان السبيل البحث عن المخرج إيجاد الحلول والمتنفس للضيق الذي هم فيه.

                      عقلية القياس.
                      صب المتشبتون بالأصول جام غضبهم على طه حسين .لماذا ؟لأنهم لم يحاجوه بلغته.قام بقراءة التراث بمكروسكوب وضعي عقلي منطقي ،خاطبهم بلغة العقل فخاطبوه بلغة الاعتقاد،المهم وقعت خلخلة مجموعة من المفاهيم.الخلخلة كانت ستقع بطه حسين أو بغيره.يخاف التقليديون من كل شيء له علاقة بالغرب،الآخر.ألا يمتلكون منهجا نقديا للتمحيص وبالتالي تمييز الصالح من الطالح؟هل كل ما هو آت من الغرب غربي خالص،قد تكون بضاعتنا ردت إلينا، تم اجترارها.
                      ما علاقة هذه المقدمة بموضوع القصيدة النثرية؟
                      يربط المتشبت بالتقليدي بين علوم أساسها الاستدلال والاستنباط وربط الأسباب بمسبباتها بعلوم أساسها القياس ،يربط بين علم الحديث والفقه بعلم التاريخ وعلم العروض فيجعل من الأوزان أحاديث.يخافون على الأوزان كما يخافون على الأحاديث،يتحققون من القصيدة ، صحيحها من حسنها من ضعيفها،يتحققون من مدى مطابقتها لقصيد الجاهلية.لقد فطن ابن خلدون إلى الأمر ونبه إلى المزالق التي يقع فيها المؤرخ حينما يطبق منهج جمع الحديث على الوقائع التاريخية
                      منهج واحد يعمل به التقليدي شعوريا ولا شعوريا.يومن بذلك إيمانا.هل يعي التقليدي علاقة المنطق بالقياس؟إذا وعى هذه العلاقة سيتجاوز.

                      تعليق

                      • طارق شفيق حقي
                        المدير العام
                        • Dec 2003
                        • 11929

                        #26
                        رد: حوار المربد الأول : ما يسمى شعر النثر

                        أرسل إلينا الأخ الكريم ريبر أحمد- سوريا

                        يقول في فاتحة مجموعته الشعرية وهي من شعر النثر:





                        المرايا



                        إن التطورات الاجتماعية والمحيط الثقافي .. تنعكس على الأدب بشكل عام ، وعلى

                        الشعر بشكل خاص. فالشعر الحر انعكاس للتغيرات الثقافية والسياسية والاقتصادية

                        للمجتمع ، فهو يكسر كل القيود ويرمي بالقشور في سلة التاريخ ، ليركّز على بناء

                        البشر وتحريرهم والسمو بهم ، وللتعبير عن هموم الإنسان وآلامه وحاجاته

                        وطموحاته المتصاعدة . وهذا إن دلَّ على شيء ، فإنه يدل على عدم إمكانية قولبة

                        الإنسان وتعريفه ضمن تعريف جامع ومانع .

                        تعليق

                        • ماجد الرقيبة
                          كاتب مسجل
                          • Apr 2007
                          • 169

                          #27
                          رد: حوار المربد الأول : ما يسمى شعر النثر

                          علم العروض ..
                          علم توقيفي ..
                          مثله تماما مثل النحو .. البلاغة .. أسباب النزول .. علم الحديث وتفسيره
                          وبالتالي فهو سمة أو ركن شعري راسخ لا نستطيع التخلى عنه ومن هنا كانت التسمية ...
                          النظم ، لأنه ينتظم بالوزن ...
                          أما لفظة ( شعر ) فهي لفظة فنية من الطراز الأول ...
                          والعرب على امتداد تاريخها لم تعرف إلا الشعر المنظوم بالمعنى الذي قلته ...
                          أما غير ذلك مما يعتبر شعراً بالمعنى الفنى ولكن ليس منتظماً أو منظوماً .. فليس شيئاً جديداً فهو الخاطرة .. الرسالة الفنية .. أهزووجة .. سمّه كما شئت .. وبالتالي فهو ليس شعراً بالمعنى الفني
                          الاصطلاحي ..


                          والتجديد الشعري في شكل القصيدة ممكن ومتاح مادام يحافظ على شكلها العام وسماتها الفنية العروضية التوقيفية لكي نظل في فلك الشعر .. إذ إنه من المعلوم استحالة قلب الأنثى ذكرا .. أو الذكر أنثى ..

                          والمدارس الأدبية في القرن العشرين .. أثبتت القدرة الفائقة لشعراء العرب في الإبداع الأدبي لدرجة أنها أنجبت شعراء فاقوا الكثير من الشعراء القدامى ... وانا أقدم شخصياً شعراء المهجر كمثال ..
                          وبالتالي فلا سبيل للتهرب إلى مجال النثر لمجرد ركاكة أوضعف .. فالقاصر قاصر ,,

                          هذا رأيي في هذا الموضوع ...
                          تحياتي ..
                          د.ماجد الرقيبة .

                          تعليق

                          • نوف
                            في إجازة
                            • Mar 2007
                            • 670

                            #28
                            رد: حوار المربد الأول : ما يسمى شعر النثر

                            يقول الأخ "ماجد رقيبة"
                            (أما غير ذلك مما يعتبر شعراً بالمعنى الفنى ولكن ليس منتظماً أو منظوماً .. فليس شيئاً جديداً فهو الخاطرة )- انتهى-

                            للمعلومية يا أخوتي في المربد :
                            هناك من يخلط بين مايسمى "بشعر النثر "
                            وبين الخاطرة
                            وللمعلومية "فإن الخاطرة "
                            مقال صغير لايتجاوز عمودًا أو نصف عمود في الصحيفة أو المجلة . ويتضمن فكرة طارئة يعرضها الكاتب في تركيز شديد وغالبًا مايكون ذلك تحت عنوان ثابت يسجل فيه الكاتب خواطره كل يوم أو كل أسبوع
                            "إذن هو مقال مصغر "ty>?

                            تعليق

                            • نوف
                              في إجازة
                              • Mar 2007
                              • 670

                              #29
                              رد: حوار المربد الأول : ما يسمى شعر النثر

                              ويقول "ماجد رقيبة"
                              (إذ إنه من المعلوم استحالة قلب الأنثى ذكرا .. أو الذكر أنثى ..)
                              هههههههه
                              ياخيووووه هلا النسوان قلبوا رجال والعكس صحيح:x - نسأل الله السلامه -
                              أرجو أن لا يغضب أحد مني

                              تعليق

                              • طارق شفيق حقي
                                المدير العام
                                • Dec 2003
                                • 11929

                                #30
                                رد: حوار المربد الأول : ما يسمى شعر النثر

                                إن الشعر يوحي أكثر من أن يقرر , وأنه يولد الفكر الحي المتحرك , فإننا نرى

                                بأي معنى يمكن أن يحتوي الشعر على قيمة عقلية وخلقية , وأن

                                يكون في الوقت

                                نفسه شيئاً سوى أي معنى من المعاني التي ينسبها إليه قارئ

                                ذواقة , إن الكلمات

                                الشعرية بالقدرة على إطلاق الحرية. وفي تفسير القطعة الشعرية

                                يجب ألا تستخدم تحديدات النثر مطلقاً بصورة جافة على أساس

                                دعوىخاطئة هي أن

                                الناقد يعين الشاعر على أن يقول شيئاً لم يكن واضحاً في ذهنه .

                                فالتبسيط عادة يجر إلى الرداءة.

                                تعليق

                                يعمل...