رد: حوار المربد الأول : ما يسمى شعر النثر
الأخ السيد الفاضل طارق شفيق حقي
ألف تحية طيبة وأمل أن تكون في تمام الصحة وحسن الحال.
لقد أحسنت الاختيار باختيار هذا الموضوع - موضوع الشعر - الذي يشغل بال كثيرين من الكتاب والشعراء العرب.
ثمة قيود على التناول الدقيق لهذا الموضوع لأسباب منها وجود الخلط البين أحيانا لدى الكتاب بين مصطلحات "الشعر الحر" و"شعر التفعيلة" و"قصيدة النثر" وغيرها من المصطلحات. ونظرا إلى هذا الخلط لا يقع التحليل في السياق المقصود الذي ينبغي أن يقع فيه. وهذا يوجد حالة تشبه حالة الرجل الذي يقول "هذا ثور" فتقول زوجته "احلبوه"، وهو قول يشيع في بعض الأراضي العربية.
ولا يوجد جوشاف عن السؤال: هل الشعر الحر أقل أم أكبر قدرة من الشعر العمودي على رسم الوجود الذي يحياه الشاعر. معاني الشاعر وأسلوبه اللغوي ومشاعره وتصوراته وطيقته في التعبير تقرر إلى حد بعيد مدى نجاحه (نجاحها) في رسم الوجود الذي يحياه الشاعر. وعلينا ألا نصفي المثالية على غرض الشاعر. لعل الشاعر لا يريد أن يرسم الصورة كاملة. لعله يكتفي برسم بعض الصورة. لعله يريد أن يسند إلى القراء المشاركة في رسمها.
أعتقد أنه ثمة حاجة إلى كتابة شعر التفعيلة أو الشعر الحر. هذه الحاجة نابعة من الرغبة في الفكاك من بنية القصيدة العمودية (الكلاسيكية) التي تسبب - بسبب التقيد ببحورها - التكرار والرتابة وتضييق هامس الإعراب عن المعنى والمشاعر. ولا يعني هذا الكلام ويبنبغي ألا يعني عد الإقرار بعظمة بحور الشعر العربي وعبقريتها وجمالها. ولكن الإقرار بهذه العظمة ينبغي ألا نتغاضى عن أنها تسبب أيضا تكرارا ورتابة وتصييقا لهامش الإعراب عن المعنى والمشاعر.
ولمن يريد كتابة الشعر العمودي أن يفعل ذلك، ولمن يريد كتابة الشعر الحر أو شعر التفعيلة أو الشعر المرسل أو الشعر الحديث أن يفعل ذلك. ولا يحق لمن يكتب الشعر العمودي أن ينتقص من شاعرية الذي يكتب شعر التفعيلة لمجرد أنه يكتب هذا النوع من الشعر. هناك قصائد (و"القصيدة" مشتقة من قصد المرء لكتابة الشعر) من شعر التفعيلة تفضل قصائد من نوع الشعر العمودي. وقد يحب نفس الشاعر أو الشاعرة قصيدة كتبتها من نوع الشعر الحر أكثر من محبتها لقصيدة عمودية كتبتها.
وإذ أعود إلى بحور الشعر العربية أعتقد أن البحر العربي المأثور رائع وذو وقع وجميل. والذوق البشري تحدده الظروف القائمة التي تكيفه. أتى الشعراء العرب خلال ما لا يقل عن ستة عشر قرنا من الشعر ما لم يأت به - حسب التاريخ المدون - ما لم يأت به ولن يأتي به أي شعب في العالم. قد تكفي الإشارة إلى شعر ابي الطيب المتنبي (الخيل والليل ...)وأبي العلاء المعري (اللزوميات وغيرها) وأبي تمام والبحتري وجرير والفرزدق وابن الفارض وأحد شوقي وحافظ ابراهيم وأبي القاسم الشابي ونزار قباني ومحمود درويش ومثات غيرهم.
وعظمة الشعر العمودي ينبغي ألا تجعل الزهو مسيطرا حيال الذين يكتبون شعر التفعيلة. الزهو لا يتمشى مع الشعر أو العظمة أو الإنسانية.
وأرى أن الفن هو وينبغي أن يكون للحياة بالمعنى الأكثر عموما للكلمة. ألبيس الفن جزءا من الحياة. وما معنى عبارة الفن للفن إن لم يكن معناها أن الفن للحياة. إن لم توجد الحياة قُتل الفن واندثر. لمن يضع الفنان قطعته الفنية. هل يضعها أو ينتجها حتى يراها الحخائط أو الغرفة أو الغابة أو القطة؟ ألا يتوق الفنان إلى مشاهدة الناس لفيض فنه؟ الحياة ليست جزءا من الفن. الفن ابن الحياة. فلمَ لا يكون البن حريصا على أمه.
هذا ما تيسر. مع مودتي.
الأخ السيد الفاضل طارق شفيق حقي
ألف تحية طيبة وأمل أن تكون في تمام الصحة وحسن الحال.
لقد أحسنت الاختيار باختيار هذا الموضوع - موضوع الشعر - الذي يشغل بال كثيرين من الكتاب والشعراء العرب.
ثمة قيود على التناول الدقيق لهذا الموضوع لأسباب منها وجود الخلط البين أحيانا لدى الكتاب بين مصطلحات "الشعر الحر" و"شعر التفعيلة" و"قصيدة النثر" وغيرها من المصطلحات. ونظرا إلى هذا الخلط لا يقع التحليل في السياق المقصود الذي ينبغي أن يقع فيه. وهذا يوجد حالة تشبه حالة الرجل الذي يقول "هذا ثور" فتقول زوجته "احلبوه"، وهو قول يشيع في بعض الأراضي العربية.
ولا يوجد جوشاف عن السؤال: هل الشعر الحر أقل أم أكبر قدرة من الشعر العمودي على رسم الوجود الذي يحياه الشاعر. معاني الشاعر وأسلوبه اللغوي ومشاعره وتصوراته وطيقته في التعبير تقرر إلى حد بعيد مدى نجاحه (نجاحها) في رسم الوجود الذي يحياه الشاعر. وعلينا ألا نصفي المثالية على غرض الشاعر. لعل الشاعر لا يريد أن يرسم الصورة كاملة. لعله يكتفي برسم بعض الصورة. لعله يريد أن يسند إلى القراء المشاركة في رسمها.
أعتقد أنه ثمة حاجة إلى كتابة شعر التفعيلة أو الشعر الحر. هذه الحاجة نابعة من الرغبة في الفكاك من بنية القصيدة العمودية (الكلاسيكية) التي تسبب - بسبب التقيد ببحورها - التكرار والرتابة وتضييق هامس الإعراب عن المعنى والمشاعر. ولا يعني هذا الكلام ويبنبغي ألا يعني عد الإقرار بعظمة بحور الشعر العربي وعبقريتها وجمالها. ولكن الإقرار بهذه العظمة ينبغي ألا نتغاضى عن أنها تسبب أيضا تكرارا ورتابة وتصييقا لهامش الإعراب عن المعنى والمشاعر.
ولمن يريد كتابة الشعر العمودي أن يفعل ذلك، ولمن يريد كتابة الشعر الحر أو شعر التفعيلة أو الشعر المرسل أو الشعر الحديث أن يفعل ذلك. ولا يحق لمن يكتب الشعر العمودي أن ينتقص من شاعرية الذي يكتب شعر التفعيلة لمجرد أنه يكتب هذا النوع من الشعر. هناك قصائد (و"القصيدة" مشتقة من قصد المرء لكتابة الشعر) من شعر التفعيلة تفضل قصائد من نوع الشعر العمودي. وقد يحب نفس الشاعر أو الشاعرة قصيدة كتبتها من نوع الشعر الحر أكثر من محبتها لقصيدة عمودية كتبتها.
وإذ أعود إلى بحور الشعر العربية أعتقد أن البحر العربي المأثور رائع وذو وقع وجميل. والذوق البشري تحدده الظروف القائمة التي تكيفه. أتى الشعراء العرب خلال ما لا يقل عن ستة عشر قرنا من الشعر ما لم يأت به - حسب التاريخ المدون - ما لم يأت به ولن يأتي به أي شعب في العالم. قد تكفي الإشارة إلى شعر ابي الطيب المتنبي (الخيل والليل ...)وأبي العلاء المعري (اللزوميات وغيرها) وأبي تمام والبحتري وجرير والفرزدق وابن الفارض وأحد شوقي وحافظ ابراهيم وأبي القاسم الشابي ونزار قباني ومحمود درويش ومثات غيرهم.
وعظمة الشعر العمودي ينبغي ألا تجعل الزهو مسيطرا حيال الذين يكتبون شعر التفعيلة. الزهو لا يتمشى مع الشعر أو العظمة أو الإنسانية.
وأرى أن الفن هو وينبغي أن يكون للحياة بالمعنى الأكثر عموما للكلمة. ألبيس الفن جزءا من الحياة. وما معنى عبارة الفن للفن إن لم يكن معناها أن الفن للحياة. إن لم توجد الحياة قُتل الفن واندثر. لمن يضع الفنان قطعته الفنية. هل يضعها أو ينتجها حتى يراها الحخائط أو الغرفة أو الغابة أو القطة؟ ألا يتوق الفنان إلى مشاهدة الناس لفيض فنه؟ الحياة ليست جزءا من الفن. الفن ابن الحياة. فلمَ لا يكون البن حريصا على أمه.
هذا ما تيسر. مع مودتي.
تعليق